هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حديث اتخاذ القبور مساجد وفهمه الصحيح عند أهل السنة والشروح

اذهب الى الأسفل

حديث اتخاذ القبور مساجد وفهمه الصحيح عند أهل السنة والشروح Empty حديث اتخاذ القبور مساجد وفهمه الصحيح عند أهل السنة والشروح

مُساهمة  dr_ahmedshetia الأحد 07 ديسمبر 2008, 9:19 pm

قال الشيخ عبدالله بن الصديق الغماري في كتاب اتقان الصنعة:

استدل الذين قالوا بكراهة بناء المساجد على القبر بحديث : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)([1]).

والحديث صحيح ولكن الاستدلال به غير صحيح لأمور:

1- أن معنى اتخاذ القبور مساجد : الصلاة اليها تعبدا أو السجود لها.

2- إن عائشة لما روت قوله صلى الله عليه وآله وسلم أعقبته بقولها: ( ولولا ذلك لأبرزوا قبره ، غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا).

3- قال الحافظ في الفتح : قولها لأبرزوا أي لكشف قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتخذ عليه الحائل والمراد الدفن خارج بيته.

بقي أمر لابد أن ننبه عليه وهو: إذا كان مسجد مبنيا ثم دفن فيه ميت أو أدخل فيه قبر فلا يدخله الخلاف في بناء المسجد على القبر لأنه لم يبن عليه والدليل على ذلك أمور:

1- استشارة سيدنا أبي بكر للصحابة الكرام في اختيار موضع دفنه عليه الصلاة والسلام فقال بعضهم : عند المنبر وقال بعضهم حيث كان يصلي يؤم الناس.

فهؤلاء الصحابة لم يشيروا بدفنه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأماكن إلا لعلمهم بأن هذا لا يشمله بناء مسجد على قبره وهؤلاء هم أصحابه الكرام.

2- أن القبر الشريف أدخل في المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبدالملك على يد عمر بن عبدالعزيز ولم يغير ذلك خلفاء بني العباس ولا أرشدهم أحد إليه مع كثرة من زار المسجد النبوي من الأئمة والحفاظ والفقهاء والزهاد وغيرهم وكان الإمام مالك زار المسجد النبوي من الأئمة والحفاظ والفقهاء والزهاد وغيرهم وكان الإمام مالك مسموع الكلمة عند المنصور ولو أشار عليه بإقامته حاجز بين القبر والمسجد لفعله وما ذاك إلا لأن إدخال قبر في مسجد ليس كبناء المسجد عليه وهو في المسجد النبوي إجماع من الأمة بجميع طبقاتها وامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تجتمع على ضلالة .

ومما يستأنس به في هذا الباب حكاية الله عز وجل لقول الذين اكتشفوا أهل الكهف وقالوا: ﴿ لنتخذن عليهم مسجدا﴾([2]) وهم مسلمون كما قال ابن عباس فذكر الله جل جلاله قولهم ولم ينكر عليهم.

والآن وبعد جميع ما ذكر من صور إحداث الصحابة رضي الله عنهم لأمور في زمن النبوة وبعدها لم تكن موجودة في عهد النبوة وأنها من باب قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ...)([3]).

نستطيع أن نصل إلى قاعدة نجعلها أساسا لنا خلال مسيرتنا في هذه الحياة لنكون دعاة إلى جمع شتات المسلمين ألا وهي (ليس كل جديد بدعة) لأن الحياة ما تزال تتحول بأصحابها من حال إلى حال ومن طور إلى طور وهذه سنة الله تعالى في الكون فلا مطمع في إمكان التغلب عليها وربطها بمسمار من الثبات والجمود على حالة واحدة على مر الأزمنة والعصور وكانت هذه التطورات موجودة في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكان يرحب بسنة الحياة إذا لم تكن مخالفة لقواعد الشريعة.

فالبدعة بمعناها الشرعي هي التي يجب الابتعاد عنها والتحذير من الوقوع فيها، وأصل ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»([4]) وليس المقصود منها معناها اللغوي وهو ما تعارف عليه الناس بأنه كل جديد طارئ على حياة المسلم مما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه الكرام ولم يكن معروفا لديهم .إذ لو كان المقصود من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، المعنى اللغوي إذا لكان المسلمون اليوم كلهم يعانون من ضلالات لا مفر لهم منها ويتقلبون في بحار من البدع أينما حلوا وأينما سكنوا أبنية بيوتهم وموائدهم وطراز ثيابهم والأساليب التي تنهض عليها أنشطتهم الثقافية والعلمية والاجتماعية طامات متراكمة بدات بعد عصر الصحابة إلى يومنا هذا ولا مطمع في إمكانية التغلب عليها!! فلا يعقل إذا أن يكون المقصود من البدعة هو المعنى اللغوي.

على أننا بعد هذا كله لابد لنا أن نتذكر قول إبراهيم النخعي التابعي: ( كانوا يكرهون اشياء لا يحرمونها) وكذلك كان مالك والشافعي وأحمد كانوا يتوقون إطلاق لفظ الحرام على ما لم يتيقن تحريمه لنوع شبهة فيه أو اختلاف أو نحو ذلك بل كان أحدهم يقول (أكره كذا) لا يزيد على ذلك ويقول الإمام الشافعي تارة : أخشى أن يكون حراما ولا يجزم بالتحريم.

يخاف أحدهم إذا جزم بالتحريم أن يشمله قول الله تعالى ﴿ لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ﴾([5]) فمن نحن أمام الإمام الشافعي والإمام أحمد وأئمة السلف الصالح؟!!

هل بلغنا من العلم القدر الذي فقناهم فيه حتى يجوز لنا أن نسارع بالتحريم والتحليل من ذات أنفسنا؟!! اللهم اهدنا سواء السبيل والحمد لله رب العالمين.





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري (437) ومسلم (530) وأبو داود (3227) وأحمد (2/284) والبيهقي (4/80) وابن حبان ( 2326).

([2]) سورة الكهف الآية (21).

([3]) تقدم تخريجه.

([4]) تقدم تخريجه.

([5]) سورة النحل الآية (116).
قاله الاستاذ يوسف خطار فى الموسوعة اليوسفية

dr_ahmedshetia
Admin
Admin

عدد الرسائل : 99
العمل/الترفيه : معيد
تاريخ التسجيل : 25/11/2008

https://drahmedshetia.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى