هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلسلة تلاميذ ابن تيمية الاول : ابن القيم

اذهب الى الأسفل

سلسلة تلاميذ ابن تيمية الاول : ابن القيم Empty سلسلة تلاميذ ابن تيمية الاول : ابن القيم

مُساهمة  dr_ahmedshetia الجمعة 12 ديسمبر 2008, 5:13 pm

ابن القيِّم الشفيق بإبليس
ابن القيم الشفيق بابليس
لقد انخدع الكثير من الناس بترويج الحشوية لأرباب نحلتهم ، وإغراقهم المكتبات والمحاضرات بأسماء ينفخونها بنفسهم الخبيث ، كمن يدعُونهما زوراً شيخ الإسلام وتلميذه شمس الدين! ، فيذكرون أقوالهما ويستشهدون بها أكثر من استشهادهم بكتاب الله وسنة رسوله ، وكأن هؤلاء حجة الله على خلقه بين العالمين ، ونحن هنا بصدد تعريف الناس بهذا الملقب بشمس الدين.
هو محمد بن أبي بكر الزرعي ، المعروف بابن قيم الجوزية ، ولد - على رواية ابن رجب - سنة 691 هـ ومات سنة 751 هـ ، وبين ذلك لازم أستاذه ابن تيمية في درسه وفي سجنه بعد أن حكم علماء المسلمين بزيغهما ، ويروي أتباعه بأن هذه الصحبة لم تستمر بعد مماتهما في الآخرة بنفس المنـزلة فيروون أنه (رأى قبل موته شيخه تقي الدين - أي ابن تيمية - في النوم ، وسأله عن منـزلته فأشار إلى علوها فوق بعض الأكابر (لم تحددهم الرواية) ، ثمَّ قال له وأنت كدت تلحق بنا ، ولكن أنت الآن في طبقة ابن خزيمة!)![39]
ونحن لن نعلِّق على هذه الرواية ، ولكن سنذكر شيئاً من علم ابن القيم الذي ينادي به من غير خجل ليرى الناس لماذا حكم عليه علماء المسلمين بالزيغ ، فأودع السجن في دمشق مع أستاذه.
ابن القيم له كتاب يدعى (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطِّلة) نادى فيه بأن الحكمة تقتضي أن لا يعذِّب الله أحدا عذاباً أبدياً في النار فهذا يتنافى مع رحمة الله على حدِّ زعمه ، وبناء على ذلك فإنه يرى أن كلَّ من في النار سيخرج منها إلى الجنة ، وستفنى النار بعد ذلك ، وبهذا سيكون إبليس اللعين وأبو جهل وأبي ابن خلف وفرعون وهامان وقارون مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
فهو يُمَهِدُّ لمراده هذا بقوله (كم من بلاءٍ جلب عافية ، وكم من ذلٍ جلب عزَّا ، وكسرٍ جلب جبراً ، إذا اعتبرت أكثر الخيرات والمسرات واللذات وجدتها إنما ترتَّبت على الآلام والمشاق ، وأعظم اللَّذة وأجلها ما كان سببه أعظمه ألماً ومشقة)[40] ، ولو كان كلامه هذا في تحمل المشاقِّ في الدنيا بالجهاد في سبيل الله ، فما كان أعظمَه وأجملَه ، ولكن المؤسف أنه يعني عذاب أهل النار ، ففي نظره أن أعظمهم مشقة هو أعظمهم نعيما ، فيكون إبليس اللعين صاحب المشقة العظمى في النار هو صاحب أعظم نعيم في الجنة!.
ويستمر في مثل الكلام تمهيداً لما يريده ، حتى يبدأ في البحث عن الحجج لإخراج المشركين من النار فيحتج بأن في قلوبهم أكثر من مثقال الذرة من الإيمان فهم {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولون الله} والحديث يقول (أخرجوا من النار من كان في قلبه من الخير ما يزن ذرة أو برة)[41]
، وبناء عليه فهم سيخرجون من النار إلى الجنة !، فهو يقول بعد ذلك (فإن النار إنما سعَّرها الشرك والظلم فلا يمتنع في الرحمة والحكمة والعدل! أن يطفئها ويذهبها بعد أن أخذ الحق منهم)[42] ، وسبحان الله أي عدل هذا الذي يجمع بين رسول الله r وأبي بن خلف في جنة الفردوس ! ، ويقول (إنما سعرت بغضب الجبار تبارك وتعالى ، فإذا زال السبب الذي سعرها ، فكيف لا تطفأ ؛ وقد طفئ غضب الرب وزال!)[43] ويستمر في هذا السبيل مماحكاً ، والعجب أنه يستدل بآيات من القران وهي فاضحةٌ لمقصده بيِّنة الدلالة بالخلود ؛ ليُثبت بها فناء نار جهنم ؛ وكأنه مشفق على إبليس وحزبه ، فينقلهم من النار إلى رحمة الله .
وهذا كلام من السخافة بحيث ترى أن لا مدعاة للردِّ عليه ، ويكفي أن لا يوجد نصٌ يدلُ عليه إلا التأويل الأعوج - والغريب أن ابن القيم هذا يصرح بحربه للتأويل في كتابه المذكور[44] - بينما آي القرآن مصرحة بالخلود في النعيم والعذاب ومنها قوله سبحانه وتعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا} وقد حكم سبحانه وتعالى حكماً جازماً على الكافرين في قوله{إنَّ الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا لِيَهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداْ وكان ذلك على الله يسيرا} ، ويقول سبحانه {ولهم عذاب مقيم} ، { و لا يجدون عنها محيصاً} ، { ليس مصروفاً عنهم} ، {ثمَّ لا يموت فيها ولا يحيا} ، { وما هم بخارجين من النار} ، {وما هم عنها بغائبين} وغيرها الكثير من الآيات المصرحة بالخلود الأبدي في النار وأن لا طريق للكافرين غيرها فأين المفر من صريح القرآن ، وأحاديث الرسول الكريم واضحة الدلالة بالخلود في النار كذلك ، ومنها قولُ رَسُولِ اللَّهِ r Sad يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ فَيُقَالُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا قَالُوا نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ قَالَ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا)[45] ، وكذلك قوله r: ( مَنْ حَسَا سُمًّا فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) ، فقوله r (خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا ) و ( فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا )[46] في غير ما حاجة إلى شرح أو تأويل ، والمسلم العاقل الذي يقرأ كتاب الله لا يحتاج إلى دليلٍ لمعرفة الحقِّ في ذلك ، ولكن العجب أن نجد من يروِّج لهذا الفكر السقيم ، ونخصُّ بالذكر الوهابية الذين أحيوا فكر ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، وما ذلك إلا لحبِّ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه - عالماً بطريقته أو مغرراً به - لتشويه دين الله وبلبلة عقول المسلمين ، كما خطط لذلك أساتذة محمد بن عبد الوهاب النصارى الذين لم يكتفوا بتلقينه أصول اللعبة في العراق بل رافقوه حتى بعد عودته إلى نجد حيث الزلازل والفتن كما وصفها رسول الله r ، ليتأكدوا من سيره على المنهج الذين رسموه له كأمثال (هامفر) ، والذين خلفوه من بعد كالمدعو (الكابتن شكسبير) الذي قتل أثناء حرب الوهابية لابن رشيد وقومه ، ومن بعده (جون فيلبي) الذي يسميه الوهابية (الشيخ عبدالله فيلبي!) الذي خطب بهم خطبة فتحهم لمكة المكرمة وأذَّن وصلى بهم ! كما أوضحنا ذلك مع ذكر مصادره التاريخية عند حديثنا عن هجومهم على مكة المكرمة خلَّصها الله من أيديهم اللئيمة.
لماذا انخدع الكثير من الناس بكلام ابن القيم؟
انخدع الكثير من الناس بفكر ا بن القيِّم لسببين رئيسين:
أولهما : الدعاية المغرِّضة التي ينشرها عبدة فكره بين الناس (الحشوية) ، فهم ينفقون أموالهم في سبيل ذلك ليل نهار ، يتمثل ذلك في نشر كتبه ودراسة شخصه وآثاره في جامعات الوهابية بما يشبه التقديس ، والكتابة عنه في المجلات والمنشورات ، وحشر اسمه في كلِّ شيء فلا تكاد تمرُّ معهم خطبة أو درس أو محاضرة إلا واسم ابن القيم وأستاذه ابن تيمية واسطة عقدها ، وهذا سبب تشويشاً كبيراً في أذهان الناشئة وأنصاف المتعلمين حتى كبُرا في أعينهم ، فهما يُذكران قبل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وبعده ، حتى أخذ العامة أقوالهما كمسلَّمات ، ولو علموا حقيقتهما لفروا منهما فرار السليم من الأجرب.
ثانياً: ابن القيم كاتب يزوِّر كلامه ويُنَمِّقُه ، فلسفيٌّ في منطِقه ، خبيثٌ في مقاصِدِه ، يلبس الحقَّ بالباطل ، فتراه يُمهِّدُّ لمقصده تمهيداً طويلاً ، وله دهاءٌ عظيم في ليِّ أعناق الآيات والأحاديث النبوية حتى إنه لَيستعين بالأحاديث الموضوعة ، كي يوصل مراده إلى أذهان الناس من غير مفاجئة ، وإن كان ما يريده داهية من الدواهي وطامة من الطامَّات ، ولا يتردد في أن يعمد إلى الآيات والأحاديث التي تخالف مقصوده فيدخلها كشواهد له ، حتى إذا مرَّ عليها القارئ غير البصير ظنَّ أنَّ الشيخ قد سوَّر بناءه بسور متين ، فلم تبق آية إلا وقد استشهد بها ، وهو أسلوب خبيث يدلُّ على مكرٍ عظيم ، واقتداءٍ بأستاذ الشياطين ،إبليس اللعين.
و لايفوتنا هنا أن ننوه بأن بعض الوهابية اليوم اقتنعوا بعدم فناء النار ، ولكنهم يرون أن اجتهاد ابن القيم وأستاذه ابن تيمية في بعض الروايات عنه اجتهادٌ يؤجرون عليه ، مع أنه اجتهاد مخالف للنص الصريح ، فلماذا يؤجر هؤلاء ويُؤزر غيرهم من الذين لا يخالف اجتهادهم النص؟!
ختاماً يجب أن نذكر بإكبار علماء أهل السنّة الفضلاء الذين ردُّوا على ابن تيمية وتلميذه هذا ردوداً مطوَّلة ، ونخص منهم علماء الحنابلة – لأن هذين يدعيان أنهما منهم – الذين جزموا بخروج هذين من الملة الإسلامية لآرائهما المتطرفة ، وقد ذكرنا ستين عالماً من أهل السنة ممن ردوا على ابن تيمية في هذا الكتاب.

dr_ahmedshetia
Admin
Admin

عدد الرسائل : 99
العمل/الترفيه : معيد
تاريخ التسجيل : 25/11/2008

https://drahmedshetia.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى