هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أبو الحسين النورى

اذهب الى الأسفل

أبو الحسين النورى Empty أبو الحسين النورى

مُساهمة  dr_ahmedshetia الجمعة 12 ديسمبر 2008, 4:14 pm

منقول
أبو الحسين أحمد بن محمد النورى البغدادى، لم يكن فى وقته أحسن طريقة منه، ولا ألطف كلاما، صحب السرى وابن أبى الحوارى، وكان من أقران الجنيد، كبير الشأن، والنورى نسبة إلى نور، بليدة بين بخارى وسمرقند، ويقال النورى لنور كان بوجهه فنسب إليه، وقيل: النورى لحسن وجهه، سئل عن أدب المعرفة فقال: لا تصل إلى أول مبدأ حواشى المعرفة حتى تخوض إلى الله سبعة بحار من نيران، بحرا بعد بحر، فعسى بذلك يقع لك أوائل بدو علم المعرفة، وقال: إذا امتزجت نار التعظيم مع نور الهيبة فى السر هاجت ريح المحبة من حجب العطف على النار والنور، فيظهر فيه الاشتياق وتتلاشى البشرية، فيتولد من ذلك المثابرة.
وقال فى قوله تعالى ﴿وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم﴾ أوفوا بعهدى فى دار محبتى على بساط خدمتى بحفظ حرمتى، أوف بعهدكم فى دار نعمتى على بساط قربتى بسرور رؤيتى، ومكث عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفين، فيخرج إلى سوقه فيتصدق بهما، ويدخل إلى مسجده، فلا يزال يركع حتى يحين وقت سوقه، فيذهب إليه، فيظن أهل سوقه أنه تغدى فى منزله، وأهل بيته أنه أخذ معه غداءه -وهو صائم- وذات مرة دخل الماء ليغتسل، فجاء لص فأخذ ثيابه، فخرج فلم يجدها، فرجع إلى الماء، فلم يكن إلا قليلا حتى جاء اللص بها وقد جفت يده، فقال رضى الله عنه: يا سيدى قد رد ثيابى فرُد عليه يده فردت ومضى، ولما سعى بالصوفية إلى الخليفة، وأمر بضرب أعناقهم، تقدمهم النورى وقد بُسط النطع، فقال له السياف: لا أدرى لماذا تبادر؟ وما الذى يعجلك؟ قال: أوثر أصحابى علىّ بحياة ساعة، فتحير السياف، وأنهى خبرهم إلى الخليفة، فرد أمرهم إلى القاضى، فألقى القاضى على أبى الحسين مسائل فقهية، فأجاب عنها، ثم قال: وبعد فإن لله عبادا إذا قاموا قاموا بالله، وإذا نطقوا نطقوا بالله، وسرد ألفاظا حتى أبكى القاضى، فأرسل القاضى إلى الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فما على وجه الأرض موحد، فخلى سبيلهم، وقال: حيل بينى وبين قلبى أربعين سنة، ما اشتهيت شيئا، ولا تمنيت شيئا، ولا استحسنت شيئا منذ عرفت ربى.
واعتل النورى، فبعث الجنيد بصرة فيها دراهم وعاده، فردها النورى، ثم اعتل الجنيد، فدخل عليه النورى عائدا، فقعد عند رأسه ووضع يده على جبهته فعوفى فى ساعته، فقال النورى للجنيد: إذا زرت إخوانك فأرفقهم بهذا البر، وروى أنه أصابته علة وأصابت الجنيد علة، فالجنيد أخبر عن حاله، والنورى كتم، فقيل له: لما لم تخبر كما أخبر صاحبك؟ فقال: ما كنا لنبتلى ببلوى فنوقع عليها اسم الشكوى، فأعيد ذلك على الجنيد، فقال: ما كنا شاكين، ولكنا أردنا أن نكشف عن عين القدر فينا.
وروى أنه اجتمع الجنيد والنورى ورويم وابن وهب وغيرهم فى سماع، فمضى بعض الليل وأكثره، فلم يتحرك أحد منهم، ولا أثر فيه القول، فقال النورى للجنيد: يا أبا القاسم هذا السماع يمر مراً ولا أرى وجدا يظهر، فقال الجنيد: يا أبا الحسين ﴿وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب﴾ فأنت يا أبا الحسين، ما أثر عليك؟ قال النورى: ما بلغت مقامى فى السماع، فقال له الجنيد: وما مقامك فيه؟ فقال: الرمز بالإشارة دون الإفصاح والكناية دون الإيضاح.
وقال الحسين بن الفضيل: حضرت النورى وهو فى الموت، فقلت: ألك حاجة؟ أو فى نفسك شهوة؟ فرفع رأسه وقد انكسر لسانه، وقال: أى والله أشتهى شهوة كبيرة، قلت: وما هى؟ قال: أشتهى أن أرى الله، ثم تنفس ثلاثا عاليا كالواجد بحاله وفارق الدنيا، وأنشد النورى:
كـم حسـرة لى قـد غصـت مرارتها جعـلت قلـبى لهـا وقـفـا لبـلواكـا
وحـق مـا مـنـك يبـلينى ويتلـفنى لأبـكـيـك أو أحـظـى بـلـقيـاكـا
وتوفى رضى الله عنه قبل الإمام الجنيد فى سنة خمس وتسعين ومائتين

dr_ahmedshetia
Admin
Admin

عدد الرسائل : 99
العمل/الترفيه : معيد
تاريخ التسجيل : 25/11/2008

https://drahmedshetia.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى